هل تحمل صخرًا فوق عنقك؟
انتبه لحظة فأنا لا أعنى أعباء تحملها؛ فكلنا يحمل من الأعباء والمسؤوليات ما يراه ضخمًا وحملًا ثقيلًا كالجبال حتى وإن لم يكن كذلك.
أنا هنا أعنى عقلك وطريقة تفكيرك وليس حملك. هل تراه كالصخر جامدًا متحجرًا أم ليِّنًا هيِّنًا؟ وأقصد هنا الجمود فأحيانًا تكون كل مصيبتنا وجل مشاكلنا فى طريقة تفكيرنا الجامدة أحادية الجانب التى لا تتبع إلا طريقًا واحدًا ونموذجًا واحدًا فى التفكير دون سواه، ويهاجم أى رأى آخر. فهو ليس جمودًا وفقط بل غباء أيضا. وعدم تقبل أى تغيير حتى بيننا وبين أنفسنا. فنصبح كالقالب من الصخر الجامد، يحتاج لكى يتغير لقنبلة كى تفكك هذا الصخر العتى الصامد فى شموخ وكبرياء كأنه جبل أحد.
إنك جبل ولكن فى صلابته وقدمه فقط. فأنا كنت مثلك ففى بادئ الأمر لا أخفى عليك صعوبة تقبل التفكير من وجهة نظر أخرى، ولو بالصدفة ولكنى سمحت لنفسى بذلك.
فعلتها مرة تلو المرة حتى أدمنتها، فإذا بنافذة كبيرة فتحت فى باب ذلك الجبل أدخلت فيه هواء نقيًّا منعشًا وأخذ الهواء بكل هوادة فى تفتيت تلك الصخرة شديدة التماسك والصلابة.
فبعض الأحيان ومع الوقت والتدريب سترى أنه يجب إغلاق النافذة فى وجه هذا الهواء، لكن مع احترامه فلا تنكره. ولا تتعجب قد ترى فيه شيئًا إيجابيًّا. فطريقة تفكيرك قد تغير حياتك كلها ونظرتك للأمور وحتى صحتك وتغيير أصدقائك أيضا.
فكلما كانت طريقتك إيجابية وجدت نفسك تبحث عن أرواح تشبهك وطاقات لها نفس الترددات وتبعد عن السلبيين المحبطيين أولئك الذين لا يفعلون إلا النقد ولا يرون شيئًا جميلًا مهما كان، ولا يجيدون إلا الشكوى. حينذاك، كل شىء سيتغير عندما تزيح ذلك الجبل عن عنقك وتبدله برأس داخله عقل خلقه الله لك وميزك به.